علم النص عند جوليا كريستيفا هو منهج نقدي يهدف إلى تحليل النصوص الأدبية من منظور سيميائي. وهو يعتمد على فكرة أن النص ليس مجرد مجموعة من الكلمات، بل هو نظام قائم على مجموعة من العلاقات الدلالية والتركيبية. يرى كريستيفا أن النص هو نتيجة تفاعل بين عدد من العوامل، بما في ذلك اللغة، والتاريخ، والثقافة، واللاوعي.
يهتم علم النص بدراسة مختلف جوانب النص، بما في ذلك:
- بنية النص: كيف يتم تنظيم عناصر النص المختلفة، وكيف تتفاعل مع بعضها البعض.
- دلالات النص: ما هي المعاني المختلفة التي ينتجها النص، وكيف يتم إنتاجها.
- براغماتية النص: كيف يتم استخدام النص في سياقات مختلفة، وكيف يؤثر على القراء.
- تاريخانية النص: كيف يعكس النص السياق التاريخي الذي أنتج فيه.
- ثقافية النص: كيف يعكس النص القيم والمعتقدات الثقافية التي ينتمي إليها.
- اللاوعي في النص: كيف يعكس النص العمليات اللاواعية التي تمارس تأثيرها على الكاتب والقارئ.
من أهم المفاهيم التي قدمها علم النص مفهوم “النص المفتوح” (open text). يرى كريستيفا أن النص ليس له معنى واحد محدد، بل هو مفتوح على مجموعة من المعاني المحتملة. وهذا يرجع إلى أن النص هو نتاج تفاعل بين مجموعة من العوامل، بما في ذلك لاشعور الكاتب والقارئ.
استُخدم علم النص في تحليل مجموعة متنوعة من النصوص الأدبية، بما في ذلك الروايات، والقصائد، والمسرحيات، والنصوص السينمائية. وقد ساهم في تطوير فهمنا للطبيعة المعقدة للنصوص الأدبية، وكيفية إنتاجها للمعنى.
ومن أهم أعمال جوليا كريستيفا في مجال علم النص كتاب “علم النص” (1969)، الذي يُعد من الكتب الأساسية في هذا المجال. وقد ترجم هذا الكتاب إلى العديد من اللغات، وأثر على نقاد الأدب في جميع أنحاء العالم.
