التصوف والفلسفة – ولتر ستيس

فكر وفلسفة ومنطق ,

كتاب التصوف والفلسفة للكاتب الإنجليزي ولتر ستيس هو دراسة فلسفية نسقية نادرة عن التصوف. يهدف ستيس في كتابه إلى الإجابة على السؤال التالي: ما أثر التجربة الصوفية على أكثر مشكلات الفلسفة أهمية مثل طبيعة الوعي وفلسفة المنطق ووظائف اللغة ودعوى الخلود وطبيعة الإلزام الخلقي ومصادره؟

يبدأ ستيس كتابه بتقديم افتراضاته المسبقة للبحث. فهو يرى أن التصوف له قيمة خاصة في تاريخ الفكر البشري وهو بالتالي جدير بالدراسة، وأن من حق الفيلسوف العقلاني أن يسائل التجربة الصوفية من خارجها، وأن المبدأ الطبيعي الذي يقول بسيطرة القوانين العلمية على الطبيعة لا يتناقض مع الإيمان بحقيقة مطلقة يحاول المتصوف الوصول إليها بطرقه الخاصة.

بعد ذلك، ينتقل ستيس إلى دراسة طبيعة التجربة الصوفية. فهو يرى أن هذه التجربة واحدة عند المتصوفة على اختلافهم، وأنها تتميز بعدد من الخصائص المشتركة، منها:

  • الشعور بالغبطة أو النشوة
  • الإحساس بحقيقة واقعية ما
  • الشعور بالقداسة
  • انطواء التجربة على مفارقة أو تناقض
  • زعم المتصوف أن التجربة لا يمكن وصفها

يذهب ستيس إلى أن الخاصية الجوهرية أو النواة في التجربة الصوفية هي الوعي الموحِّد أو الرؤية الموحِّدة للأشياء، والتي تأخذ شكل توحيد الكثرة الحسية في وحدة روحية واحدة.

في الجزء الثاني من الكتاب، يناقش ستيس أثر التجربة الصوفية على بعض القضايا الفلسفية الأساسية، مثل طبيعة الوعي وفلسفة المنطق ووظائف اللغة ودعوى الخلود وطبيعة الإلزام الخلقي ومصادره.

يخلص ستيس إلى أن التجربة الصوفية توفر رؤى عميقة في طبيعة الوجود الإنساني وفي طبيعة الواقع نفسه. فهو يرى أن هذه التجربة تثبت أن الوعي البشري ليس محصوراً في العالم المادي، وأن هناك حقيقة روحية مطلقة يمكن للإنسان الوصول إليها من خلال التجربة الصوفية.

كتاب التصوف والفلسفة هو عمل مهم في مجال الدراسات الصوفية، وهو يقدم دراسة فلسفية معمقة للتجربة الصوفية وأثرها على بعض القضايا الفلسفية الأساسية.