كتاب أفلاطون والأوبانيشاد، لقاء الشرق بالغرب هو دراسة مقارنة بين الفكر الأفلاطوني والفكر الهندوسي، حيث يبحث المؤلف فاسيليس جي فتساكس في أوجه التشابه والاختلاف بين هذين التقليدين الفلسفيين اللذين نشأا في قارتين منفصلتين، وهما اليونان والهند.
يقسم فتساكس الكتاب إلى خمسة فصول، يتناول في الفصل الأول تاريخ الفلسفة الهندية، ويقدم في الفصل الثاني لمحة عامة عن الأوبانيشاد، وهي مجموعة من النصوص المقدسة الهندوسية التي تشكل أساس الفلسفة الهندوسية. أما في الفصل الثالث، فيتناول فتساكس النظرية الأفلاطونية للمثل، والتي ترى أن العالم المادي ما هو إلا ظلال للعالم الحقيقي، وهو العالم المثالي للمثل. ويتناول في الفصل الرابع فكرة التناسخ في الفكر الهندوسي والأفلاطوني. وفي الفصل الخامس، يناقش فتساكس بعض القضايا الفلسفية المشتركة بين أفلاطون والأوبانيشاد، مثل طبيعة الوجود، والهدف من الحياة، ومعنى الموت.
يخلص فتساكس إلى أن هناك العديد من أوجه التشابه بين الفكر الأفلاطوني والفكر الهندوسي، حيث يؤكد كلاهما على أهمية الروح والجانب الروحي للوجود. كما يشير فتساكس إلى أن هناك أيضًا بعض الاختلافات بين هذين التقليدين الفلسفيين، مثل الاختلاف في التركيز على الفردانية في الفكر الأفلاطوني، والتركيز على المجتمع في الفكر الهندوسي.
من أهم أوجه التشابه بين الفكر الأفلاطوني والفكر الهندوسي ما يلي:
- الإيمان بعالم ميتافيزيقي متعالٍ عن العالم المادي. في الفكر الأفلاطوني، يمثل عالم المثل العالم الحقيقي، وهو عالم متعالٍ عن العالم المادي، والذي يمثله ظلال المثل في العالم المادي. وفي الفكر الهندوسي، يمثل البراهمان العالم الحقيقي، وهو العالم الروحي، والذي يمثله العالم المادي، وهو عالم وهمي.
- التركيز على الروح والجانب الروحي للوجود. يؤكد كلا التقليدين الفلسفيين على أهمية الروح والجانب الروحي للوجود. في الفكر الأفلاطوني، يسعى الإنسان إلى تحقيق السعادة والكمال من خلال المعرفة بالمثل، والتي تتمثل في الروح. وفي الفكر الهندوسي، يسعى الإنسان إلى التحرر من دورة التناسخ من خلال تحقيق اتحاد الروح مع البراهمان.
- الإيمان بفكرة التناسخ. يؤمن كلا التقليدين الفلسفيين بفكرة التناسخ، وهي فكرة أن الروح تنتقل من جسد إلى آخر بعد الموت.
أما أهم الاختلافات بين الفكر الأفلاطوني والفكر الهندوسي فهي:
- التركيز على الفردانية في الفكر الأفلاطوني، والتركيز على المجتمع في الفكر الهندوسي. في الفكر الأفلاطوني، يركز أفلاطون على الفرد، ويعتقد أن السعادة تتحقق للفرد من خلال تحقيق الخير. وفي الفكر الهندوسي، يركز الفكر الهندوسي على المجتمع، ويعتقد أن السعادة تتحقق للمجتمع من خلال تحقيق السلام والوئام.
- الاختلاف في الفهم للروح. في الفكر الأفلاطوني، تُفهم الروح على أنها شيء غير مادي، وهي خالدة. وفي الفكر الهندوسي، تُفهم الروح على أنها جزء من البراهمان، وهي خالدة.
يُعد كتاب أفلاطون والأوبانيشاد، لقاء الشرق بالغرب دراسة مهمة لمقارنة بين الفكر الأفلاطوني والفكر الهندوسي. يوفر الكتاب نظرة ثاقبة على أوجه التشابه والاختلاف بين هذين التقليدين الفلسفيين، ويساهم في فهم أعمق للفلسفة الغربية والشرقية.
