المؤلف | آرثر كورتل |
القسم | الثقافة العامة |
الحجم | 5.38 |
عدد الصفحات | 255 |
عند ظهور إيزيس الإلهة الفرعونية للوشيوس أبوليوس كما ذكر ذلك في قصته «الحمار الذهبي» خاطبته قائلة: «أنا الطبيعة والأم العالمية وسيدة العناصر الأربعة والطفلة الأولى للزمن وحاكمة الأرواح وملكة الأموات والخالدين، أنا الصورة الظاهرة لكل الآلهة الذكور منها والإناث والعقدة التي أحملها تحكم أعالي السماء اللامعة، وجميع رياح البحار، والسكون المطلق للعالم السفلي. ورغم عبادتي بمختلف المظاهر المعروفة بعدة مسميات واسترضائي بمختلف الطقوس فإن كل الأرض الدائرية تعبدني». كتب أبوليوس ذلك في القرن الثاني قبل الميلاد، وبعد عناء في التفتيش عنها تجسدت له بهذه الكلمات ويمثل هذا الوصف تدخلها إن كان في فرجيا في اليونان أو إثيوبيا أو المشرق، ويضيف أبوليوس في كتابه وعلى لسانها قائلاً: «لقد عرفني المصريون باسمي الصحيح إذ كانوا يدعونني الملكة إيزيس». إن ما ذكرته إيزيس يدل على عالميتها وكانت صورتها متشابهة لدى جميع من عبدوها ووصف أبوليوس فرح رؤياها الذي عوضه عن ألم البحث. وهذا المفهوم المكشوف كان يفسر في مبادئ العبادة اليونانية - الرومانية، ويظهر الوصف ما يمكن أن تؤدي له الأسطورة العليا، لأن القصص الأسطورية العظيمة تجذب اللاوعي عند الإنسان، وهي تعمل عن طريق الحدس وقوة الأسطورة كضوء خاطف يضيء طريق المادة وتفسيراتها ويجبر العقل على الاعتراف بالحاجة لفهم كاف لما تملكه الأسطورة من قوة وإلى زخم المعاني الموجودة في الشعر.