كتاب “تاريخ علم المنطق عند العرب” لـ نيقولا ريشر هو دراسة شاملة لتطور علم المنطق في العالم العربي، من القرن التاسع إلى القرن السادس عشر. يتناول الكتاب مراحل تطور المنطق العربي، ومختلف المدارس المنطقية التي ظهرت في هذه الفترة، ومساهمات الفلاسفة العرب في تطوير المنطق.
يقسم ريشر تاريخ المنطق العربي إلى ثلاث مراحل رئيسية:
- المرحلة الأولى (القرن التاسع – القرن الحادي عشر): وهي مرحلة الترجمة والنقل، حيث قام الفلاسفة العرب بترجمة أعمال المنطق اليونانية والسريانية إلى العربية.
- المرحلة الثانية (القرن الثاني عشر – القرن الثالث عشر): وهي مرحلة الشرح والتأليف، حيث قام الفلاسفة العرب بشرح وتعليق على الأعمال المنطقية اليونانية، كما قاموا بتأليف أعمالهم الخاصة في المنطق.
- المرحلة الثالثة (القرن الرابع عشر – القرن السادس عشر): وهي مرحلة النضج والازدهار، حيث بلغت الدراسات المنطقية العربية ذروتها في هذه الفترة.
يتناول الكتاب بالتفصيل أعمال أهم الفلاسفة العرب في مجال المنطق، ومنهم:
- أبو نصر الفارابي (873-950): مؤسس علم المنطق العربي، وصاحب كتاب “العبارة” الذي يعتبر من أهم الكتب المنطقية في تاريخ الفكر العربي.
- أبو علي بن سينا (980-1037): صاحب كتاب “الشفاء” الذي يتضمن جزءًا مهمًا في المنطق.
- ابن رشد (1126-1198): صاحب كتاب “تهافت التهافت” الذي دافع فيه عن الفلسفة اليونانية ضد هجمات المتكلمين المسلمين.
- الغزالي (1058-1111): صاحب كتاب “المنقذ من الضلال” الذي انتقد فيه المنطق اليوناني.
- ابن سينا الإصفهاني (1236-1286): صاحب كتاب “البرهان” الذي يعتبر من أهم الكتب المنطقية في تاريخ الفكر العربي.
يعد كتاب “تاريخ علم المنطق عند العرب” مرجعًا مهمًا لكل من يهتم بدراسة تاريخ الفكر العربي، كما أنه يساهم في إبراز مساهمات الفلاسفة العرب في تطوير علم المنطق.
فيما يلي أهم ما جاء في الكتاب:
- قدم الفلاسفة العرب مساهمات مهمة في تطوير علم المنطق، حيث قاموا بترجمة أعمال المنطق اليونانية والسريانية إلى العربية، كما قاموا بشرح وتعليق على هذه الأعمال، بالإضافة إلى تأليف أعمالهم الخاصة في المنطق.
- تأثر الفلاسفة العرب بالمنطق اليوناني، إلا أنهم لم يكتفوا بنقل هذا المنطق إلى العربية، بل قاموا بتطويره وإضافة أفكار جديدة عليه.
- تنوعت المدارس المنطقية في العالم العربي، حيث ظهرت مدارس منطقية مختلفة تعتمد على مناهج مختلفة.
- كان للمنطق العربي تأثير كبير على الفكر الإسلامي، حيث تم استخدامه في مختلف المجالات، مثل الفلسفة والفقه والعلوم الطبيعية.
يعد كتاب “تاريخ علم المنطق عند العرب” مرجعًا مهمًا لكل من يهتم بدراسة تاريخ الفكر العربي، كما أنه يساهم في إبراز مساهمات الفلاسفة العرب في تطوير علم المنطق.