كتاب “الحكام العرب: مراحل الصعود والسقوط” للمؤلف رودجر أوين هو دراسة شاملة لتاريخ الحكم في العالم العربي منذ أوائل القرن العشرين حتى يومنا هذا. يتناول الكتاب نشأة وتطور نظام الحكم الاستبدادي في العالم العربي، وأسباب بقائه لعقود طويلة، وكذلك أسباب سقوطه في أعقاب ثورات الربيع العربي.
يقسم أوين كتابه إلى ثلاثة أجزاء:
-
الجزء الأول: صعود الاستبداد العربي يتناول هذا الجزء جذور نظام الحكم الاستبدادي في العالم العربي، ويناقش عوامل عديدة ساهمت في نشأته، مثل:
- الانتداب الاستعماري: فقد أدى الاحتلال الاستعماري إلى إضعاف المؤسسات السياسية العربية، وفتح الباب أمام صعود الحركات القومية والوطنية التي كانت بحاجة إلى زعماء قويين لقيادة نضالها ضد الاستعمار.
- الثورات العربية: فقد أدت الثورات العربية التي اندلعت في أوائل القرن العشرين، مثل ثورة 1919 في مصر وثورة 1925 في سوريا، إلى إضعاف المؤسسات السياسية العربية بشكل أكبر، وخلق فراغ سياسي ملأته الأنظمة الاستبدادية.
- القوى الخارجية: فقد لعبت القوى الخارجية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، دورًا في دعم الأنظمة الاستبدادية العربية، وذلك لتحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة.
-
الجزء الثاني: استقرار الاستبداد العربي يتناول هذا الجزء أسباب استقرار نظام الحكم الاستبدادي في العالم العربي لعقود طويلة، ويناقش عوامل عديدة ساهمت في ذلك، مثل:
- استغلال الخوف: فقد استخدمت الأنظمة الاستبدادية أدوات القمع والترهيب لبث الخوف في نفوس المواطنين، ومنع أي معارضة لحكمها.
- التلاعب بالدين: فقد استخدمت الأنظمة الاستبدادية الدين لتبرير حكمها، وإضفاء الشرعية عليه.
- الفساد: فقد مارست الأنظمة الاستبدادية فسادًا واسع النطاق، واستفادت منه كبار المسؤولين في الدولة، مما ساعد على إضعاف المعارضة وشراء ذمم الناس.
-
الجزء الثالث: سقوط الاستبداد العربي يتناول هذا الجزء أسباب سقوط الأنظمة الاستبدادية العربية في أعقاب ثورات الربيع العربي، ويناقش عوامل عديدة ساهمت في ذلك، مثل:
- الربيع العربي: فقد أدت ثورات الربيع العربي إلى زعزعة استقرار الأنظمة الاستبدادية العربية، وفتح الباب أمام سقوطها.
- الانتفاضات الشعبية: فقد اندلعت انتفاضات شعبية في العديد من الدول العربية، مطالبة بالإصلاح السياسي وإقامة حكم ديمقراطي.
- الضغوط الدولية: مارست القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ضغوطًا على الأنظمة الاستبدادية العربية للإصلاح أو التنحي عن السلطة.
يخلص أوين في كتابه إلى أن نظام الحكم الاستبدادي في العالم العربي هو ظاهرة حديثة نسبيًا، وأنها نشأت نتيجة لعوامل تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية متعددة. كما يشير إلى أن سقوط هذا النظام في أعقاب ثورات الربيع العربي يمثل فرصة للعرب لإقامة حكم ديمقراطي عادل ومستدام.
يعتبر كتاب “الحكام العرب: مراحل الصعود والسقوط” من أهم الدراسات التي تناولت تاريخ الحكم في العالم العربي. فقد قدم الكتاب تحليلًا شاملًا ودقيقًا لظاهرة الاستبداد العربي، وأسبابها ونتائجها. كما يُعد الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالشأن العربي.
فيما يلي بعض الاقتباسات من الكتاب:
- “إن الاستبداد العربي هو نظام حكم لا يستند إلى الشرعية، بل إلى القمع والخوف.”
- “لقد استخدمت الأنظمة الاستبدادية الدين لتبرير حكمها، وإضفاء الشرعية عليه، وذلك على الرغم من أن هذه الأنظمة غالبًا ما كانت تتعارض مع القيم الدينية.”
- “إن سقوط الأنظمة الاستبدادية العربية في أعقاب ثورات الربيع العربي يمثل فرصة للعرب لإقامة حكم ديمقراطي عادل ومستدام.”