في المعرفة التاريخية – أرنست كاسيرر

التاريخ والجغرافيا والحضارة, فكر وفلسفة ومنطق ,

كتاب “في المعرفة التاريخية” هو دراسة فلسفية للتاريخ، كتبها الفيلسوف الألماني أرنست كاسيرر عام 1925. يتناول الكتاب الأسئلة الأساسية حول طبيعة المعرفة التاريخية، وكيفية تكوينها، وعلاقتها بالمعرفة الأخرى، مثل المعرفة العلمية والفلسفية.

يبدأ كاسيرر بالتأكيد على أن المعرفة التاريخية هي نوع خاص من المعرفة، لها خصائصها وشروطها الخاصة. فهي لا تسعى إلى وصف الماضي كما كان، بل إلى فهمه تفسيره. وهذا يعني أن المؤرخ لا يكتفي بجمع الحقائق والأحداث، بل عليه أن يربط بينها ويجد بينها الأنماط والعلاقات التي تكشف عن معنى الماضي.

ويوضح كاسيرر أن المعرفة التاريخية تعتمد على مجموعة من الأدوات والمفاهيم التي تسمح للمؤرخ بفهم الماضي. ومن أهم هذه الأدوات:

  • المصادر التاريخية: وهي الوثائق والآثار التي تنقل لنا معلومات عن الماضي.
  • التفسير: وهو عملية عقلية تسمح للمؤرخ بربط الحقائق والأحداث وتجد بينها الأنماط والعلاقات.
  • الفهم: وهو عملية عقلية تسمح للمؤرخ بوضع نفسه مكان الأفراد والمجتمعات التي عاشوا في الماضي.

ويؤكد كاسيرر أن المعرفة التاريخية ليست مجرد تسجيل للحقائق، بل هي محاولة لفهم الماضي وتفسيره. وهذا يعني أن المعرفة التاريخية هي عملية مستمرة، تتطور باستمرار مع ظهور مصادر جديدة وتطورات علمية جديدة.

وينتهي كاسيرر بالتأكيد على أهمية المعرفة التاريخية بالنسبة للإنسان. فهي تساعدنا على فهم أنفسنا ومجتمعاتنا، والتعرف على أصولنا وتطورنا. كما تساعدنا على فهم العالم من حولنا، واتخاذ قرارات أفضل في الحاضر.

الأفكار الرئيسية

  • المعرفة التاريخية هي نوع خاص من المعرفة، لها خصائصها وشروطها الخاصة.
  • تعتمد المعرفة التاريخية على مجموعة من الأدوات والمفاهيم، مثل المصادر التاريخية والتفسير والفهم.
  • المعرفة التاريخية ليست مجرد تسجيل للحقائق، بل هي محاولة لفهم الماضي وتفسيره.
  • أهمية المعرفة التاريخية بالنسبة للإنسان.

الأثر

يعد كتاب “في المعرفة التاريخية” أحد أهم الأعمال الفلسفية عن التاريخ. فقد أثر بشكل كبير على تطور الفكر التاريخي في القرن العشرين. كما أن أفكار كاسيرر حول طبيعة المعرفة التاريخية لا تزال تحظى باهتمام الباحثين حتى اليوم.