فلسفة العلم في القرن العشرين”للكاتب دونالد جيليز هو دراسة شاملة لتطور فلسفة العلم خلال القرن العشرين. يتناول الكتاب أربعة موضوعات رئيسية هي:
- النزعة الاستقرائية ونقادها: يناقش هذا الموضوع النظرية القائلة بأن العلم يتقدم من خلال جمع الحقائق من خلال الملاحظة والتجربة، ثم تعميم هذه الحقائق إلى قوانين عامة.
- النزعة الإصلاحية وطبيعة الملاحظة: يناقش هذا الموضوع الاتجاهات الحديثة في فلسفة العلم التي تؤكد على دور النظرية في عملية الملاحظة العلمية.
- التمييز بين العلم والميتافيزيقا: يناقش هذا الموضوع الجدل حول ما إذا كان العلم يمكن أن يجيب على الأسئلة المتعلقة بالطبيعة الأساسية للواقع.
يقدم الكتاب تحليلاً نقدياً لهذه الموضوعات، ويناقش آراء الفلاسفة والعلماء البارزين في كل مجال. كما يسلط الضوء على أهم التطورات في فلسفة العلم خلال القرن العشرين، مثل نظرية النسبية العامة، ونظرية الكم، وثورة العلوم الاجتماعية.
يعتبر كتاب “فلسفة العلم في القرن العشرين” مرجعاً أساسياً لطلاب فلسفة العلم، كما أنه مفيد للباحثين والمهتمين بالموضوع.
فيما يلي ملخص موجز لكل موضوع من الموضوعات الأربعة التي يناقشها الكتاب:
النزعة الاستقرائية ونقادها
تُعرف النزعة الاستقرائية بأنها النظرية القائلة بأن العلم يتقدم من خلال جمع الحقائق من خلال الملاحظة والتجربة، ثم تعميم هذه الحقائق إلى قوانين عامة. كان جون ستوارت ميل أحد أبرز المدافعين عن النزعة الاستقرائية، وقد جادل بأن العلماء يمكنهم الوصول إلى قوانين عامة من خلال عملية الاستقراء، وهي عملية استخلاص تعميمات من حالات معينة.
تعرضت النزعة الاستقرائية لانتقادات من قبل العديد من الفلاسفة والعلماء، ومن بينهم كارل بوبر، الذي جادل بأن العلم لا يتقدم من خلال جمع الحقائق، بل من خلال رفض النظريات التي لا تتوافق مع البيانات التجريبية. كما جادل بوبر بأن الاستقراء غير مبرر منطقياً، وأنه لا يمكننا أبداً أن نكون متأكدين من صحة تعميماتنا العلمية.
النزعة الإصلاحية وطبيعة الملاحظة
تُعرف النزعة الإصلاحية بأنها الاتجاهات الحديثة في فلسفة العلم التي تؤكد على دور النظرية في عملية الملاحظة العلمية. يرفض أنصار النزعة الإصلاحية الرأي القائل بأن الملاحظة هي عملية محايدة، ويجادلون بأن الملاحظات العلمية تتأثر دائماً بالنظريات التي يحملها العلماء.
أحد أبرز أنصار النزعة الإصلاحية هو توماس كون، الذي جادل بأن العلم يتقدم من خلال الثورات العلمية، وهي فترات من الاضطرابات الفكرية التي تؤدي إلى ظهور نظريات جديدة. يعتقد كون أن النظريات العلمية ليست مجرد وصف للواقع، بل هي أدوات لبناء نماذج للواقع.
التمييز بين العلم والميتافيزيقا
يُعرف التمييز بين العلم والميتافيزيقا بأنه الجدل حول ما إذا كان العلم يمكن أن يجيب على الأسئلة المتعلقة بالطبيعة الأساسية للواقع. يعتقد أنصار التمييز بأن العلم يقتصر على دراسة الظواهر المرئية، بينما تهتم الميتافيزيقا بالظواهر غير المرئية، مثل جوهر الواقع.
أحد أبرز أنصار التمييز بين العلم والميتافيزيقا هو كارل بوبر، الذي جادل بأن الميتافيزيقا هي شكل من أشكال اللاعقلانية، وأنها لا يمكن اختبارها من خلال التجربة.
خاتمة
قدم كتاب “فلسفة العلم في القرن العشرين” مساهمة مهمة في فهم تطور فلسفة العلم خلال القرن العشرين. يوفر الكتاب تحليلاً نقدياً شاملاً للأربعة الموضوعات الرئيسية التي تناولها، ويسلط الضوء على أهم التطورات في فلسفة العلم خلال هذه الفترة.