ما يسعى إليه هذا الكتاب هو إعادة طرح دور “إسرائيل” في تفتيت الوطن العربي، لتبقى متفوقة على العرب والمسلمين. لأن تطور الأحداث في الشرق الأوسط، أثبت منذ بداية الصراع أن المشروع الصهيوني-الاستعماري موجه في الأساس ضد الأمتين العربية والإسلامية من دون استثناء، وليس ضد الشعب الفلسطيني أو الشعوب العربية المجاورة لفلسطين فقط.
وفي الوقت الذي تجري فيه مفاوضات وتوقع فيه اتفاقيات بين بعض الأطراف العربية و”إسرائيل”، فإن ذلك لن يحل التناقض بين المشروعين وهما المشروع العربي-الإسلامي الداعي إلى رفض الوجود الإسرائيلي في فلسطين التاريخية والمشروع الاستيطاني الصهيوني المدعوم من الإمبريالية العالمية الهادفة إلى تجزئة الوطن العربي واستنزاف قدراته، على أساس أن الصراع بينهما هو صراع حضاري وتاريخي طويل، وليس صراعاً سياسياً أو عسكرياً فقط.