يعد ماكس فيبر أحد منظري البيروقراطية كنظام تقوم عليه الدولة الحديثة. وقد استفاض في تحليل النظام الإداري في ألمانيا. ويرى أن طبقة الموظفين لا تخضع لأية رقابة ولها نفوذ كبير في سياسة البلاد، بما في ذلك السياسة الخارجية، لذا فإنه يدعو في كتابه هذا إلى ضرورة إخضاعها إلى سلطة البرلمان. ولم يتوقف فيبر عند عتبة السياسة الداخلية بل تعداها ليكون له نشاط في مجال السياسة الأوروبية لا سيما في إطار بناء تكتل اقتصادي وسياسي اجتماعي بين ألمانيا والنمسا/المجر رغم الاعتراض عليه في بداية الأمر، حيث كان مؤيداً لمن يريد بسط سيطرة ألمانيا بالوسائل الاقتصادية. فيبر له موقف من الثورة الروسية وتأثيراتها على الوضع الداخلي في ألمانيا، كان يشكك في النوايا السلمية للنظام الجديد في روسيا. هذا الكتاب يوضح أيضاً أن الإعلام وسيلة عظيمة الأهمية لإيصال رسائله إلى من يهمهم الأمر في كل المسائل ولفت نظر أصحاب القرار إليها.
ويكرس فيبر في كتابه هذا نزعته القومية، حين يقول إن “المرء يموت في الوطن بشيء ما، أما في الخارج، في ميدان القتال، فيموت من أجل شيء ما” وهو في هذا الصدد يشيد بالجندي الألماني الوحيد الذي يخوض الحرب من أجل وجود ألمانيا والشرف الألماني، يموت أداءً للواجب دون أن يسأل لماذا وكيف، بسبب الشعور بالكرامة ومن أجل الشرف العسكري، وهو ما يعد خصلة ألمانية أصيلة.
• ماكس فيبر (1920-1864): أستاذ القانون، والعلوم المالية، وعلم الاجتماع، في جامعات ألمانيّة عديدة وفي فيينا. أرسى ما بات يعرف بعلم الاجتماع الفهمي، وعلم الاجتماع الديني. من مؤلفاته: الاقتصاد والمجتمع، الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية، الأخلاق الاقتصادية والأديان العالمية.
• ميشال كيلو: ناشط اجتماعي وسياسي سوري، عضو اتحاد الصحفيين السوريين، عمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي السورية، نقل إلى العربية عدة كتب منها: الإمبريالية وإعادة الإنتاج، الدار الكبيرة والوعي الاجتماعي.