كتاب “الجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة: عصر الإمبراطوريات الجديدة” هو عمل للباحث الروسي ألكسندر دوغين، صدر عام 2007. يتناول الكتاب تحليلًا للظواهر السياسية من منظور الجغرافيا السياسية، ويقدم تفسيرًا للعالم المعاصر من خلال نظرية الإمبراطوريات الجديدة.
يرى دوغين أن العالم المعاصر يشهد عودة الإمبراطوريات، وأن هذه الإمبراطوريات الجديدة تتشكل على أسس ثقافية وحضارية، وليس على أسس سياسية أو اقتصادية. ويحدد دوغين ثلاث إمبراطوريات جديدة:
- الإمبراطورية الأمريكية: وهي الإمبراطورية المهيمنة في العالم اليوم، وتتمحور حول الولايات المتحدة الأمريكية.
- الإمبراطورية الصينية: وهي إمبراطورية ناشئة، وتتمحور حول الصين.
- الإمبراطورية الروسية: وهي إمبراطورية تقليدية، تتمحور حول روسيا.
يعتقد دوغين أن هذه الإمبراطوريات الجديدة ستتصارع فيما بينها على النفوذ والهيمنة، وأن هذا الصراع سيؤدي إلى اضطرابات وصراعات في العالم.
ويقدم دوغين تحليلًا للعوامل التي أدت إلى ظهور الإمبراطوريات الجديدة، ومنها:
- انهيار الاتحاد السوفييتي: أدى انهيار الاتحاد السوفييتي إلى خلق فراغ في السلطة في العالم، مما أدى إلى ظهور إمبراطوريات جديدة لسد هذا الفراغ.
- العولمة: أدت العولمة إلى ازدياد الترابط بين الدول، مما أدى إلى ظهور إمبراطوريات جديدة قادرة على السيطرة على هذا الترابط.
- التكنولوجيا: أدت التكنولوجيا إلى ظهور قدرات جديدة للدول، مما أدى إلى ظهور إمبراطوريات جديدة قادرة على استخدام هذه القدرات.
يعتبر كتاب “الجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة” عملًا مهمًا في مجال الجغرافيا السياسية، وقد أثر على العديد من الباحثين والأكاديميين. ويحظى الكتاب بشعبية كبيرة في روسيا، حيث يُنظر إليه على أنه تفسير صحيح للعالم المعاصر.
فيما يلي بعض الأفكار الرئيسية التي طرحها دوغين في كتابه:
- الجغرافيا السياسية هي علم أساسي لفهم العالم المعاصر.
- العالم المعاصر يشهد عودة الإمبراطوريات.
- هذه الإمبراطوريات الجديدة تتشكل على أسس ثقافية وحضارية.
- الصراع بين هذه الإمبراطوريات الجديدة سيؤدي إلى اضطرابات وصراعات في العالم.
يمكن تلخيص نظرية دوغين للإمبراطوريات الجديدة في النقاط التالية:
- الإمبراطورية هي نظام سياسي واقتصادي وثقافي يتحكم في مناطق جغرافية واسعة.
- تتشكل الإمبراطوريات على أسس ثقافية وحضارية، وليس على أسس سياسية أو اقتصادية.
- تتميز الإمبراطوريات الجديدة بقدرتها على السيطرة على التكنولوجيا والاتصالات.
يُعتبر كتاب “الجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة” عملًا مثيرا للجدل، حيث انتقده بعض الباحثين لكونه يستند إلى أفكار قومية وعنصرية. ومع ذلك، لا يزال الكتاب يحظى بشعبية كبيرة، ويُنظر إليه على أنه تفسير مهم للعالم المعاصر.