في كتابه “التطور الخالق”، يطرح هنري برغسون نظرية للتطور تختلف جذريًا عن النظريات المادية السائدة في عصره. فهو يعتقد أن التطور ليس عملية ميكانيكية عشوائية، بل هو عملية إبداعية تهدف إلى تحقيق غاية معينة.
يصف برغسون الحياة بأنها “قوة ديناميكية مستمرة في التحرك والتطور”. هذه القوة، التي يسميها “الدفعة الحيوية”، هي التي تقود التطور إلى الأمام. فهي تدفع الكائنات الحية إلى أن تكون أكثر تعقيدًا وتنوعًا، وأن تتطور إلى أشكال جديدة.
يعتقد برغسون أن التطور ليس مجرد عملية تراكبية، بل هو عملية ابتكارية. فالأنواع الجديدة لا تنشأ من خلال مجرد الجمع بين العناصر الموجودة، بل من خلال خلق شيء جديد تمامًا. هذا الخلق الجديد هو ما يميز التطور عن العمليات المادية الأخرى.
يقدم برغسون مثالًا على هذا الخلق الجديد في تطور العين. العين ليست مجرد جهاز ميكانيكي تم تكوينه من خلال عملية الانتقاء الطبيعي. بل هي نتاج إبداع الكائنات الحية، التي طورت القدرة على رؤية العالم من حولها.
يعتقد برغسون أن التطور المبدع هو القوة التي تقود الكون إلى الأمام. فهو يعتقد أن الكون يسير في اتجاه محدد، وهو اتجاه نحو المزيد من التنوع والحرية.
فيما يلي بعض المفاهيم الأساسية لنظرية التطور المبدع عند برغسون:
- الحياة قوة ديناميكية مستمرة في التحرك والتطور.
- الدفعة الحيوية هي قوة إبداعية تقود التطور إلى الأمام.
- التطور ليس مجرد عملية تراكبية، بل هو عملية ابتكارية.
- العين هي مثال على الخلق الجديد في التطور.
- التطور المبدع هو القوة التي تقود الكون إلى الأمام.
حظيت نظرية التطور المبدع ببرغسون باهتمام كبير في الأوساط الفلسفية والعلمية. فقد قدمت مساهمة مهمة في فهمنا للطبيعة الديناميكية للحياة والتطور.
