التأملات في الفلسفة الأولى

فكر وفلسفة ومنطق ,

التأملات في الفلسفة الأولى .. يتألف كتاب التأملات لديكارت من ستة تأملات تعرض النظام الماورائي لديكارت، ففي عام 1641م نشر ديكارت كتابه تأملات في الفلسفة الأولى وهو الاسم الكامل لكتاب التأملات لديكارت، حيث يُثبت كتاب التأملات لديكارت وجود الله وخلود الروح، وتم إهداء الكتاب الذي كُتب باللاتينية إلى أساتذة جامعة السوربون اليسوعيين في باريس، ويشمل كتاب التأملات لديكارت ردودًا نقدية من قبل عدد من المفكرين البارزين، جمعها مارين ميرسين من الفيلسوف كورنيليوس جانسين وعالم اللاهوت أنطوان آرنولد والفيلسوف الإنجليزي ثوماس هوبز والفلكي بييرجاسيندي بالإضافة إلى ردود ديكارت.

وقد تضمّنت الطبعة الثانية من كتاب التأملات لديكارت عام 1642م ردًا من قبل الكاهن اليسوعي بيير بوردن الذي قال بأن ديكارت أحمق، وشكلت هذه الاعتراضات والردود مَعْلمًا للمناقشة التعاونية في الفلسفة والعلوم في الوقت الذي كانت فيه الدوغماتية -نظام رسمي لمبادىء وعقائد الدين- هي الحاكمة، وقد وصف كتاب التأملات لديكارت استخدامه الشك المنهجي وهو إجراء ممنهج للرَّفض كأنما جميع أنواع المعتقدات في أي وقت مضى كاذبة أو يمكن أن تكون مضللة، ويستمد ديكارت الحجج من شكوكية الفيلسوف اليوناني سيكتوس إمبيريكوس كما تنعكس على أعمال ميشيل دي مونتين واللاهوتي الكاثوليكي بيير شارون، وبالتالي يتم تنحية معرفة ديكارت الواضحة المُرتكزة على السلطة وذلك لأن الخبراء مخطؤون أحيانًا.

وتُعد معتقدات ديكارت من التجربة الحسّية تصريحًا غير جدير بالثقة لأن هذه التجربة مضللة أحيانًا كما هو الحال عندما يظهر البرج المربع دائريًا من مسافة بعيدة، وحتى معتقداته حول الأمور الموجوة في جواره مباشرة قد تكون مخطئة، ولأنه وكما هو ملاحظ غالبًا ما يكون لديه أحلام حول أمور غير موجودة وليس لديه طريقة لمعرفة اليقين فيما إذا كان يحلم أم واعيًا، وعلى أساس الأفكار الفطرية الواضحة والمتميزة يثبت ديكارت بأن كل عقل مادة ذهنية وأن كل جسم هو جزء من جوهر مادة واحدة، ويقدم كتاب التأملات لديكارت على الأقل اثنين من البراهين على وجود الله، والدليل النهائي المقدم في التأمل الخامس يبدأ بافتراض أن ديكارت لديه فكرة فطرية عن الله كوجود، كائن مثالي، مُستنتجًا بأن الله موجود حتمًا، لأنه لو لم يكن موجودًا لما كان مثاليًا، وهذه الحُجة الوجودية لوجود الله قُدّمت من قبل عالم المنطق الإنجليزي القديس أنسيلم من كانتربري في العصور الوسطى وهي صميم عقلانية ديكارت.