الأجندة الخفية للعولمة – دينيس سميث

الاقتصاد والاقتصاد السياسي ,

في كتابه “الأجندة الخفية للعولمة”، يحذر الاقتصادي الكندي دينيس سميث من أن العولمة ليست مجرد ظاهرة اقتصادية، بل هي عملية سياسية وثقافية تهدف إلى إنشاء نظام عالمي جديد يسيطر عليه رأس المال العالمي.

يصف سميث العولمة بأنها “انصهار تدريجي للعلاقات بين المجموعات والمجتمعات حتى تلتقي العلاقات في النهاية من أدنى العالم إلى أقصاه”، أي حتى تصبح للعالم صورة واحدة تقريبا. ويعتقد أن هذه العملية مدفوعة بقوى اقتصادية وسياسية قوية، بما في ذلك الشركات متعددة الجنسيات والدول الكبرى.

يرى سميث أن العولمة لها العديد من المخاطر، بما في ذلك:

  • تزايد عدم المساواة: تؤدي العولمة إلى زيادة عدم المساواة بين الدول والأفراد. فالدول النامية، التي تتمتع بعمالة رخيصة وبيئة عمل غير منظمة، تجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يؤدي إلى زيادة الثروة في هذه البلدان. ومع ذلك، فإن هذه الاستثمارات تؤدي أيضًا إلى انخفاض الأجور وظروف العمل في الدول المتقدمة، مما يؤدي إلى زيادة الفقر والبطالة.
  • تآكل الديمقراطية: تؤدي العولمة إلى تآكل الديمقراطية، حيث تصبح الدول أكثر عرضة لضغوط الشركات متعددة الجنسيات. فهذه الشركات لديها مصالح عالمية، وقد تتدخل في شؤون الدول لضمان حماية مصالحها.
  • فقدان الهوية الثقافية: تؤدي العولمة إلى فقدان الهوية الثقافية، حيث تنتشر الثقافة الغربية في جميع أنحاء العالم. فالثقافة الغربية هي الثقافة السائدة في العالم المعاصر، وقد تؤدي إلى استيعاب الثقافات المحلية.

يدعو سميث إلى إصلاح العولمة، بحيث تكون أكثر عدلًا وشمولاً. ويعتقد أن هذا يمكن تحقيقه من خلال:

  • تعزيز دور الدول الوطنية: يجب على الدول الوطنية لعب دور أكثر فاعلية في تنظيم العولمة. فهذه الدول يجب أن تضمن أن العولمة تخدم مصالح شعوبها، وليس فقط مصالح الشركات متعددة الجنسيات.
  • تعزيز حقوق الإنسان: يجب تعزيز حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. فهذه الحقوق ضرورية لحماية الشعوب من الاستغلال الاقتصادي والسياسي.
  • حماية البيئة: يجب حماية البيئة من الآثار السلبية للعولمة. فهذه الآثار تشمل التلوث وتغير المناخ.

يمثل كتاب “الأجندة الخفية للعولمة” نقدًا حادًا للعولمة. وقد أثار الكتاب جدلاً واسعًا، حيث يرى البعض أن سميث يبالغ في مخاطر العولمة، بينما يرى البعض الآخر أن تحليله صحيح.

فيما يلي بعض النقاط الرئيسية من كتاب “الأجندة الخفية للعولمة”:

  • العولمة ليست مجرد ظاهرة اقتصادية، بل هي عملية سياسية وثقافية تهدف إلى إنشاء نظام عالمي جديد يسيطر عليه رأس المال العالمي.
  • العولمة لها العديد من المخاطر، بما في ذلك تزايد عدم المساواة وتآكل الديمقراطية وفقدان الهوية الثقافية.
  • يمكن إصلاح العولمة بحيث تكون أكثر عدلًا وشمولاً من خلال تعزيز دور الدول الوطنية وتعزيز حقوق الإنسان وحماية البيئة.