أزمة التحليل النفسي – إريك فروم

علم النفس والاجتماع ,

في كتابه “أزمة التحليل النفسي”، يناقش إريك فروم ما يعتبره أزمة في التحليل النفسي، وهي أزمة التركيز على العوامل النفسية الداخلية على حساب العوامل الاجتماعية الخارجية.

يعتقد فروم أن التحليل النفسي، كما أسسه سيغموند فرويد، كان رد فعل طبيعي على عصر القلق الذي نشأ في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. في ذلك الوقت، كان الناس يشعرون بالضياع والوحدة في مواجهة التحولات الاجتماعية والاقتصادية السريعة، وقدم التحليل النفسي تفسيرًا داخليًا لهذه المشاعر.

ومع ذلك، يجادل فروم بأن التحليل النفسي أصبح في النهاية مقصورًا على التركيز على العوامل النفسية الداخلية، مثل الغرائز والرغبات اللاشعورية. هذا التركيز، كما يعتقد فروم، أدى إلى تجاهل العوامل الاجتماعية الخارجية التي تساهم في الاضطرابات النفسية.

يقدم فروم العديد من الأمثلة على ذلك، مثل زيادة العنف والجريمة في المجتمعات الحديثة. يعتقد فروم أن هذه الظواهر ليست نتيجة لعوامل نفسية داخلية، مثل العدوانية الغريزية، بل نتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية، مثل الفقر والبطالة.

يدعو فروم إلى تجديد التحليل النفسي من خلال إعادة التركيز على العوامل الاجتماعية الخارجية. يعتقد أن هذا النهج سيساعد في فهم أفضل للاضطرابات النفسية ومعالجتها بشكل أكثر فعالية.

فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يناقشها فروم في كتابه:

  • التحليل النفسي كان رد فعل طبيعيًا على عصر القلق.
  • التحليل النفسي أصبح مقصورًا على التركيز على العوامل النفسية الداخلية.
  • التركيز على العوامل النفسية الداخلية أدى إلى تجاهل العوامل الاجتماعية الخارجية.
  • زيادة العنف والجريمة في المجتمعات الحديثة هي نتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية.
  • يجب تجديد التحليل النفسي من خلال إعادة التركيز على العوامل الاجتماعية الخارجية.

يُعد كتاب “أزمة التحليل النفسي” عملًا مهمًا في تاريخ التحليل النفسي. لقد ساعد في إطلاق موجة جديدة من التحليل النفسي الإنساني، الذي يركز على التفاعل بين العوامل النفسية والاجتماعية.